اسْــــلام

من العادات في الأعراس أن يرسل العريس لأهل العروس قبل عقد القران أو تزامنا معه مبلغا رمزيا يسمى "اسْلام"، وذات مناسبة أرسل أحدهم مع أخته " اسلام" بمبلغ مليون أوقية إلى أهل العروس، وصلت الأخت و وجدت والدة العروس وبعد مراسيم الضيافة سلمت لها المبلغ ونثرت أمامها رُزم المال جمعت الأم الرّزم وبَطـّت المبلغ في صكّها، وحين همت الأخت بالانصراف شيعتها الأم حتى الباب ثم ودعتها، كانت الأخت تأمل أن تأخد الأم أدنى من ثلث المبلغ أونصفه، لكن قدّر الله وما شاء فعل، رجعت إلى البيت وجدت أمها وأختها فقالت لهما: السلام عليكمرَدّتا: وعليكم السلام قالت: الحمد لله إلّ مزالت خالگه مَدَّ اتردْ اسْلام ..

كامل الود
تابع القراءة Résuméabuiyad

الليل والتيشطار


سافر اثنان ومعهما بعض(التيشطار) القديد –اللحم المجفف- كزاد لهما وكانا يحتفظان به للعشاء ولا يأكلانه إلا عند النزول ليلا ... كما كان هناك ما يشبه الاتفاق العرفي بأن يدخل كل واحد يده في (الصكمارة) -الْجِراب- لمرات متساوية بين الإثنين، أحد الرجلين كان ينتهز
فرصة الظلام فيأكل (تيشطارتين) في كل مرة يدخل يده في الجراب وعندما انتهي السفر أراد أن يستسمح من صاحبه فقال له أريدك أن تسامحني فقد كنت آخذ تيشطارتين عندما أدخل يدي في الكصمارة فأجابه صاحبه (أبْدَ هُوَ ما يِنْسَفْ عَايِدْ...!!! آن كاع كنت نكمش منو شاك إِنُّو ينسف) لقد كنت آخذا كمشة منه ظني منى أنه يُسف...
تابع القراءة Résuméabuiyad

من الأساطير الموريتانية .. "الْمبدْلينْ"

كالُو عن خالكه امره كانت جوّاغه او متبيظنه، تمت تسدر أمع اصحباته الدحميس فلخْله إلين شافت "كيدوره" جمرةْ لرضْ لكبيره، ماخظْ،كالتلله:
"يالكيدوره" أنت لاحكْ بريكْ وإيلا تليتِ تنْفسِي رسْليلِي نكبْظكْ، آن رانِ لكْ "كبّاظه" أو كامت تظحكْ هي واصحباته او دخلتْ "الكيدوره" فْخشبايَ.
تمت لمره هذي راكدهْ اعكيبتْ ليلْ إلين وكّفْ فارس كدامْ خيمته أو كالهَ:

ـ ذِيك أفلانه؟ سلمت اعليك الكيدوره أل ريتِ الدحميس، أو كاتلكْ عنهَ جاهَ "البرِي" اللّيلهْ وانّك إيلا عدت ظابطه ذاك أل كلتيله عنّك تجيهَ ظركْ.

اتلفتتْ لمره وتعجبتْ عنه َما أوعَ أعلَ ذَا المرسُولْ ماهُ هي واهلهَ كاملينْ أركودْ، امنينْ خاظتْ شورُو "ألْكفهَ" أو ركّبه اوراهْ أو كامْ اشوطْ بيهَ ما تشوفْ ماه الصدرْ "آمريك" دافع متعاكبْ امعاهمْ بيهْ متن السبكْ إلين ليلَه عن ليلَه جابهَ لفريكْ أقطرْ نِيرانُو يشّاهكو واحْواوينو يصّايْحو.

امنينْ دخلتْ الخيمه ألٍ وكًف بيهّ كدّامْهَ يهُوَ امْرَه اعل فْراشهَ "تتْمومَهْ" منْ اللّيّاتْ، كعدت عند كرعيه يهو هيّ لاحكهْ راصْ ايشيرْ، عادت ألاّ امنينْ تخبطهَ "ليّه" تزْركْهَ باطفلْ، امنينْ يرْغِي تْمدّلهَ وحده كاعده احذاهَ كيفْ شِ أمْهَ ولّ ختْه أيديهَ، أمنينْ تمدٌولهَ تزرْكُو فاسلاّيْ احذاهَ واتغط اعليه بطبكهْ أكبيرهْ.

امنين امتلَ "آسلاي" من ايشاشره يهوَ لمْره افرغْ ذا ال فبْطنه، كالتلْه لمْره ال احذاهَ ايشاشْره: "هذُو فيهم واحدْ ماهُ حتّه حتّه" عيْطت للفارسْ او كالتلُو: "امشِ بدّلْ عني هذا" الْكفْ كْريعاتُو يتْبعرصْ رافدُو كيفْ رفْدتْ المخلوكْ أو لا رمشُو عينيهم الينْ يهُو جايبْ ايشيرْ امبدلُو بيهْ،

اخلعلهَ الْخالكْ يهوَ هذا اوليدْ ختهَ أل لُو ليلتينْ اخلكْ، زالْ اعقلهَ أو خلاّتهمْ الينْ اسهاوْ سلتْ ابرهْ من "أكَفاها" او دكّته فْكدْمُو الينْ درْكتْ، ألا امنينْ حَس بيهَ اطْلصْ آرغياتْ اشبكْ،

كامُو ايسكتوهْ وايرظعوهْ، ما كْبلْ يكبظْ بزٌولهْ أو لا كبلْ يسْكتْ، امنينْ انْصمْكُو كالتْ لمْره للفارسْ:

ـ ردْ عنٍي ذا إيلا عادْ عليلْ نبغُو عليلنا، لكْفُو الفارسْ ودْركْ عنهمْ، امنينْ ارجعْ كالتلُو رجّع لمرهْ لهلْها واعطيهَ حقْ ايْدهَ، دخّلْ ايْدُو فالتّزَايَ واكْمشلْه منْ الخرزْ الحرْ، حزمْتُو فطرْفه َواطْرحهَ فْرمْشه كدّامْ خيْمتهَ.

مزالتْ تْنكّز رفْدوهَ رْغياتْ ولْ أختهَ جاتْ لحْكتْهمْ يتْمادُوهْ ما يعرْفُو أمّالو، عصْرتْ كدْمُو أُو سلّتْ عنو لبرهْ أو كامتْ "تْراريهْ"، كالتلهَ ختْه:

ـ "يخْتِي الليلَ ألاّ احكمْني الركادْ ما فتْ سمّيتْ أعليهْ أو وَعاني منْخلعْ".

ردّتْ أعلَ أهلْه لخبارْ أو باتُو اسهارهْ امنينْ عادْ امعَ الصباحْ حلتْ طرفهَ يهُوَ امْلانْ منْ لحمومْ والرمادْ.

كالتْ لراجلْ آمنيرْ امتينْ كلْبُو عندُو اجملْ معلومْ عنّو يمْشِ بيهَ عنهَ ظابْطَه بْلدْ لفريكْ ظلّو ماشيينْ امنينْ جاتُو يهْوَ "مدْيرْ" درْسْ سمّاوْ واتعوْذُو أو رجْعو لهلْهمْ.

مريم بنت زيدون

مختارات: موقع لكوراب
تابع القراءة Résuméabuiyad

من قصص الأدب الحساني..... قصة نُوَفّــــــلْ

نوفل هو رجل (جن) من أهل مدينة زارا (قريبة من الحدود الموريتانية المالية) يقال إن أمه وجدت جنا وهي نائمة، وبعد حملها به ولد على هيئة إنسان لكن خلقته عجيبة، كبر في فترة قصيرة فاصبح رجلا ضخما وكان عندما يلعب مع رفاقه مثلا يقتل أحدهم وإذا أخذ
بعضهم الحجارة ليرمي شجرة مثمرة فإنه هو يأخذ أحد رفاقه ويرمي به الشجرة،

  كل هذه المسائل جعلت منه شخصا غير عادي فقرر أهل المدينة أن ينفوه، فذهب يبحث عن مكان ملائم لأمه لأنها تمتلك ثروة حيوانية، فاختار مكانا يسمى: ’’اعوينات الراجاط’’ 18 كم جنوب مدينة النعمة بالحوض الشرقي، لكنه بقي مرتبطا بزارا رغم بعد المسافة بينها مع اعوينات الراجاط إلا أن ذلك لا يكلفه جهدا كبيرا.
مارس نوفل الموسيقى وهو ما يزال في مكانه الأصلي زارا فقطع شجرة كبيرة وصنع منها تيدنيت أكبر أضعاف المرات من التيدنيت العادية وكان يمشي بين المدينتين وهو يعزف تلك النغمة العجيبة والخاصة (اظهر نوفل) ولأن مشيته همص (أسرع من المشي ودون الجري، يقال إن مشي الخيل همص) كان يعزف أثناءها (مشيته)، وبذلك العزف سمي هذا أدخول في لكنيديه (همص نوفل).
كان نوفل كثير النوم، ينام تارة 24 أو 48 ساعة، ذات مرة شاهده معسكر من أولاد امبارك معهم فنان فاقتفوا أثره ليتمكن الفنان من سماع عزفه، فضبط العزف وأوصله لفناني أولاد امبارك فانشأوا منه جانبة لكنيديه بدون اكحال في ذلك التاريخ.
يقول سيد المصطف ولد أتلاميد لأحمد ولد بوبه جدو في بت مومايت لبير:
وكتن هول الشعار قار أخبيطك فيه أمخالف
تخبط منجلّ واشبــــار وانوفــــل والمخالف
وبعد لقاء مع نوفل اكتشف أهل المنطقة أنه يشكل خطرا كبيرا على الساكنة فقتلوه، واصبح اظهر كر في جانبة لكنيدية يحمل اسم نوفل.
عن الأستاذ الراوية ونّ ولد خرشف
الموزون
تابع القراءة Résuméabuiyad

كرته والحر

يذكر أن ركبا من الأولين خرج في سفر ما، وكان ذالك في الصيف 
وأغلب المؤمنة من (كَرْتَه) – الفستق - ولما حطوا الرحال ظهرا بخلاء من الأرض صنعوا الشاي وصبوا كرته وبدؤوا بتناولها ، إلا أن أحدهم أكل بشراهة وأكثر منها ... وهي معروفة بالخطورة في الحر حيث أنها دسمة، وتعتبر إحدى مصادر الزيوت الرئيسية ، ولما انتصف النهار واشتد حره لم تعد الرؤية واضحة لصاحبنا المكثر من كرته وجعل ينظر إلى (المقرج) – إبريق كبير- ويقول (هذا اجمل البارك هون لَيْكُمْ) - لمن هذا الجمل البارك – كما يلتفت إلى (ادركان)- المسطحات الخالية - فيتراءى له السراب وكأنه قيعان ماء لا منتهية، ويتساءل (هي اسحاب جات أينته) متى سقط المطر؟ ورغم شدة الصيف وشح الماء فإن ضغط كرته المتزايد أرغم صاحبنا على رمي الملابس بعيدا والقفز في فراغ من الأرض الصلبة وهو ينادي (يا الرّجّالَه عَوْمْ لِكْفَي إِرْفِدْكُم السّيْلْ) يا رِجال اسبحوا على ظهوركم قبل أن يحملكم السيل. أمسك القوم بالرجل وهو يجادلهم بضرورة التخلص من ملابسهم والسباحة قبل أن تغرق رواحلهم في الطوفان (ياخوتى أفسخو إلباسكم أعومو لا تخلاو أُيُوقْدو إرواحلكم)
يا رب أعطينا خير طوفان كرته....

تابع القراءة Résuméabuiyad

في ضيافة آدلكان

آلدلكان هو اللبوبيا وهو نبتة مغذية ومعروفة على المستوى الوطني، إلا أنها خطيرة إذا أُكْثر منها وإذا لم تطبخ جيدا
ويقال بأن رجلا من أهل البادية لم يكن يعرف آدلكان فقدم إلى إحدى القرى ومعه حمار وبعض العدة لشراء وحمل زاد أهله من المدينة (امْخَطّر) ولكن الأسرة التي استضافته في القرية صنعت له غداء من آدلكان فاستطابه وأعجبه كثيرا، وصار يسألهم ما هذا الطعام ؟ وهل هو موجود في سوق المدينة؟ فأخبروه أنه متوافر، فعزم ألا يشتري
فى (خَطْرَتِه ) هذه غير آدلكان ، وفي الصباح الباكر غدي إلى السوق وحَمَّل حماره من آدلكان... ولم ينسي أن يأخذ مرجلا حتى يطبخ منه وهو في الطريق...وفي اليوم الأول لمغادرته القرية كان صاحبنا مستعجلا المقيل لكي يطبخ من حمولة حماره الطيبة...نزل صاحبنا وربط الحمار وفك رباط ( اتّريفاط) – جلد بقرة يحفظ فيه القدماء الأغذية – وملأ القدر وأشعل النار تحته ولأن آدلكان من المواد التي تتضاعف عند الطبخ (يُولِدْ) فقد خرج مع ( الفَيْظَةِ) - الغلية- الأولى من القدر، وجعل الرجل يأخذ ما خرج من القدر ويأكله –وهو طبعا غير مكتمل النضج – ومع مرور الوقت وشدة الحر بدأت مفاعيل آدلكان تتعامل في صاحبنا ، وما فتئ حتى غاب عن الوعي قبل ظهر ذالك اليوم تاركا مرجله على النار واترفاط في العراء، ثم إن مطرا أصاب الأرض التي هو بها ولعله كان سبب نجاته...
ابتل آدلكان نتيجة المطر، وجعل يتمدد داخل التيرفاط مما أدى إلى تَفَتُّقِهَا، وهو ما شكل فرصة للحمار الذي زحف إليها، ووجد وجبة لم يكن يحلم بها ، فأكل الحمار من اتريفاط وهي بحجمه تقريبا أو أكبرمنه حتى انتفخ وفارق الحياة في تلك الليلة الدرامية ، ورغم المطر والأحداث الأخرى ، بقي صاحبنا نائما تحت تخدير آدلكان وفي ضحوة اليوم الموالي صحي الرجل ليرى أمامه ساحة معركة حقيقة وكان المشهد كالتالي.
- آدلكان يخرج من القدر الذى كان ممتلئا منه رغم أن النار إنطفأت
- اترفاط متفتقة وآدلكان يخرج منها في كل الاتجاهات
- الحمار ميت وقد انفجر بطنه وآدلكان أيضا يخرج منه
- حبات آدلكان المنتفخة تملأ المكان 
- صاحبنا يبعد عن الشجرة أمتارا عدة إذ يبدو أنه تقلب كثيرا وهو يحاول التحرر من ضغط آدلكان الثقيل.
الكلمة الأولى ..(.يارب لا إِكَثّرْ خَيْرو ألا فَرّقْنَا ) ينفض( الحولى) – عمامته - وينهض وهو يقول يارب آن حامدك اعلى السلامة ... ثم ينطلق وهو لا يلوى على شئ تاركا ضحايا المعركة في مسرح الجريمة...وفي طريق العودة يري صاحبنا قبرا فيعلق قائلا ..(الله يرحمك وَسَاهَالَكْ مَكْصُور لِعْمِرْ) ثم يرى قبرا ثانيا فيقول يارب لا إطول عمرو ألا اخْلَى الدَنْيا...ويكون خبره الأول بعد أن عاد إلى أهله بدون حمار ولا متاع ( ألا سلكنى مولان من ذى المِخزى ... الدنيا أراه إخلات اعلى ذى اطريك لقبور ألا ذا لمواسيه بيها مكصور اعمر ينكال آدلكان )
وتمضي السنين وصاحبنا يعتبر أن كل قبر صادفه هو لضحية من ضحايا آدلكان...مكررا دعواته عليه

تابع القراءة Résuméabuiyad

قصة علامة موريتاني اتهم من طرف مناوئيه بادعاء النبوءة


عرف ممدو لمين ادرام في وسطه بإسم أسرته مالمين دمبا ديباسي والمنحدر من الأسرة المتدينة درام فاديكا. ويبقى تاريخ ميلاده غير محدد ولكن يعتقد أنه ولد في الفترة مابين 1830 و 1840 في قرية كنديورو في منطقة خاي (مالي حاليا).
يمكن لأي شخص أن يتساءل هل فعلا هذا الرجل يمكن اعتباره مقاوما "موريتانيا". تعتبر الإجابة على هذا السؤال بسيطة لأن ساكنة المنطقة في تلك الحقبة الزمنية كانت تجهل الحدود الحالية، بل كانت تشكل كتلة واحدة من جميع الشعوب المحاذية لضفة النهر، التي كانت تتعايش في جو من الوئام والاحترام المتبادل، رغم بعض الخلافات التي تظهر من حين إلى آخر.
لقد تشكل مهد ممدو لمين درامى- وفقا لمتابعات 28 نوفمبر ضمن وثائق الجيش الوطنى-  في ملتقى المجاري النهرية التي تأسست عليها ثلاث دول مستقلة مستقبلا هي مالي موريتانيا والسنغال. وعلى هذا الأساس فإنه يعتبر أكثر من بطل ولا يحق لأي دولة الاستئثار به. تجاوزت شهرة وسمعة الرجل الحدود أي مكان ميلاده في مالي ومحل تبنيه في السنغال وكيدي ماغا التي يقيم فيها ابنه صهيب الذي يتمتع بشهرة أبيه، واستطاع استقطاب الكثير من الأوفياء لقضية ممدو لمين. بغية تجسيد هذا الانتماء الثلاثي فإن تواجد أسر درامى في مناطق سيليبابي، خاي، باكي ليعتبر أكبر دليل. الاكتشاف  :
  استكمال المجاهد محمد الأمين درامى دراساته القرآنية تحت الإشراف المباشر لأبيه بوصفه رجل دين وعلم، كما أنه قصد أيضا بعض أصحاب المعرفة والعلم داخل بلده، مما مكنه من بناء شخصيته وكان معجبا بالحاج عمر تال عند مروره بين خاي والمدينة سنة   1855  وكان عمره آنذاك خمسة عشر عاما. ذهب إلى المدينة المنورة في حدود 1871 ولن يعود منها إلا بعد سنين طويلة من الهجرة، سمحت له بتعميق معارفه الدينية.
وفي طريق العودة أقام في تركيا ثم مصر بحثا عن المعرفة والعلم.
عند عودته من الهجرة سنة 1878 كان الرجل يتمتع بجميع القيم والأخلاق والمعارف الدنية التي جعلت منه أكبر عالم في المنطقة. مواهب وكرامات قد يبدو من الهزل سرد بعض الحكايات التي سنتعرض لها لاحقا، ولكن في مجتمعنا من المقبول أن رجال الدين وصلوا إلي درجة من العلم والمعرفة يتمتعون بامتيازات غير عادية وهكذا يقال أن خلال عودته من المدينة المنورة وعلي مقربة من تمبكتو أرسل له الملك جنوده للقبض عليه وعند مشاهدته للجنود توجه إلي القبلة بحيوية هوو من معه . ولقد طلب من الله الانتصار وتوجه نحو تشكلة العدو التي سمحت له بالمرور وبالتالي دخول تمبكتو وبعدها توجه إلى حمد الله، حيث تم استقباله بحفاوة من طرف التجاني ابن أخ الحاج المختار والذي أهداه إحدى الجواري ليتزوج بها. في سيكو كان الاستقبال أقل حرارة من طرف احمادو شيخ الزاوية الغربية خليفة للحاج عمر تال والذي نزع منه زوجته (المهداة من ابن عمه في "حمد الله" ) وليعلن أنه دجال وأعطى الأوامر لحراسه بتوقيف وإعدام ممدو لمين درام ولكن رجال السلطان لم يكتفوا برفض الأوامر بل وقفوا على حيرة أمام الرجل وهكذا قرر الشيخ عزله في قبو في القرية القديمة التي تبعد كيلومترات عن سيكو والتي تحولت إلى قرية السلام.   من السلام كان يرتاد بصورة منتظمة الصلاة في مسجد الملك مما سمح له بالحصول علي الكثير من المناصرين. لقد كان الشيخ أحمادو غيورا وأرسل بعض الجنود لإشعال "السلام" ليلا وقتل ممدو لمين درامى وحسب الرواية فإن الجنود تم استقبالهم من قبل ثمانية أسماك كبيرة مفتوحة الأفواه على مشارف القرية. وعاد الجنود منهزمين إلى سيكو، وفي المرة الثانية خرج أحمادو على رأس مجموعة ليتوجه إلى القرية ونفس السيناريو يتكرر وفي نهاية مايو 1885 تغيب الشيخ أحمادو من سيكو وسلم السلطة لإبنه ماد هاني الذي توجه إلي السلام لتحرير ممدو لمين رغم رفض أبيه. وعرفانا له بالجميل أجابه ممدو لمين: " كنت أتوقع هذه اللحظة مند فترة طويلة "، داعيا له الله بالبركة. في سنة 1878 أقام فترات متفاوتة المدة في تركيا ومصر، وفي طريق العودة قصد تنويع مصادره المعرفية. إن شهرة الرجل لم تمنعه من منازعة بعض مناوئيه الذين اتهموه بكونه "نبيا مزيفا"، حيث تعرض لمكايدة من بعض معاصريه، أدت به إلى السجن وقد تمكن من الخرج من هذا المأزق. بعد هذه الحادثة اتجه صاحبنا إلى مسقط رأسه كوديورو. بعد وصوله استقبل بحفاوة من طرف ملك تلك البلدة، حيث ذاع صيته في البلدات المجاورة فور علمهم بقدوم مدرس العلوم الشرعية إلى تلك الناحية، استدعاه الرائد الفرنسي أفرى في خاي للتأكد من نواياه السلمية، عبر ممدو لمين للقائد الفرنسي عن نيته التوجه نحو باكل  في زيارة مجاملة، ولم يحصل على ترخيص من الإدارة (المحتل) إلا بعد أن أكد أن تلاميذه المرافقين له غير مسلحين. إثر حصوله على الترخيص الفرنسي المطلوب غادر مسقط رأسه في دجمبر 1885 باتجاه باكل. وفي كل محطات الطريق  كان موضع استقبال حافل وتكريم نظرا لرتبته العلمية والدينية.
بعد وصوله إلى النقطة المقصودة اتصل بقائد القلعة مؤكدا له سلمية نواياه اتجاه الفرنسيين، لقد عرفت هذه الولاية أعمال شغب وقلاقل في السبعينيات (ق 18م) في عهد الرائد زميرمان الذي أمر بضرب الأعيان ورجال الدين، وهدد بإحراق القرى وحسب شهادة الرائد أفري فإن المنطقة لم تعد آمنة للفرنسين.
ولأن جراحها مازالت مفتوحة، مستحضرا ما تعرض له إخوته في الدين من سوء معاملة على أيدي الفرنسيين، إرتأى مامادو لامين درامي طلب دعمعسكري من أمير "توبو". إلا أن هذا الأخير كان مرتابا في نوايا ممدو لمين الذي غادر باكل قاصدا "سينا هاو" ملك كوي الأسفل في توبو، حيث طلب منه أن يمده بجيش، إلا أن هذا الأخير غادر باتجاه باكل حيث حذر الفرنسيين من الدعاية الخطيرة لضيفه. لكن الفرنسيين أكدوا لمخبرهم أن ممدو لمين لا يستطيع لا مهاجمتهم ولا مهاجمة المماليك الإسلامية  المحيطة والمجاورة ( كيوماغاـ كجاغاـ يوندورـ فوتاـ   جافوتو إلخ).
بعد تردد ورفض أولي، استقر رأي الأمير على الاستجابة لطلب مدرس العلوم الشرعية. وهكذا استطاع حشد جيش قوامه 2000 مقاتل في بداية شهر يناير 1886. وكان مركز القيادة في جا وارا حسب أ.باتيلي بعد معارك  بوندو وكو غاني قرر تحويل بعض عناصر قواته في كوي الأسفل بين منائل وجوارا في جدنبر 1885، دعا إلى "الجهاد" سكان كدماغا وغاجاكا وفوتا. وقد استجاب لدعوته جمع غفير من المناطق سالفة الذكر.
بعد الهجوم على بوندو وفي بالو استقبل ممدو لمين الرائد لفرنه وبعض النافذين من باكل الذين نصحوه بعدم الذهاب إلى كاصون لمحاربة الكفار. رغم رفضه لرأيهم فإنه تحير من موقف الفرنسيين وأمير بوندو حياله حيث لم تكن له نوايا سيئة اتجاههم.
لقد طلب ممدو لمين من أمير بوندو الجديدإذنا بعبور أراضيه، إلا أن هذا الأخير اعتذر معللا ذلك بوجود اتفاقيات تحالف مبرمة مع الفرنسيين تقضي بمنع عبور أي قوات لمنطقته دون موافقة حلفائه (الفرنسيين)، فرد عليه صاحبنا خذ سبيلك واتركني اسلك سبيل الله.
إلا أن رد الأمير النهائي كان الرفض. لم يعبأ ممدو لمين بهذا الموقف حيث بدأ الهجوم محققا الانتصارات تلو الأخرى على ممالك الكفر أو تلك المتحالفة مع المحتل، لم يكن أمام الأسياد والأعيان المنهزمين سوى طلب حماية الفرنسيين بعد تدمير قراهم وحرقها وإخضاع رعيتهم. لقد أحس المحتل بالمرارة والإهانة بعد تعرض حلفائه للهزيمة.
في كوندورو مسقط رأس صاحبنا حوصر منزله وهوجم من طرف السرية الثانية من الرماة بقيادة النقيب فرات اعتقل 34 شخصا وحولو إلى خاي في 13 مارس 1886م.
المصادر:28 نوفمبر- الجيش الوطنى
مختارات: موقع الوطن 
 
تابع القراءة Résuméabuiyad

الحقوق محفوظة لمدونة الخواره ©2013-2017 | اتصل بنا | الخصوصية